إن سوق المعدات الطبية العالمية اليوم ليست مجرد سوق بمليارات الدولارات، بل تُعَدّ ركيزة أساسية لأمن الصحة في الدول. وقد استطاعت البلدان التي حققت اكتفاءً ذاتياً نسبياً في إنتاج المعدات الطبية الحيوية أن تحقق مكاسب اقتصادية كبيرة، وفي الوقت نفسه ساعدت على رفع مستوى الصحة العامة اجتماعياً. إيران، رغم التحديات المرتبطة بالعملة الصعبة والقيود على الاستيراد، خطت خطوات مهمة في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة. ومن أبرز الأمثلة على هذه الجهود، شركة مادزیست فناور الدولية التي ركزت على توطين التكنولوجيا المتقدمة، واستطاعت إنتاج وتسويق منتجات مثل جهاز الصدمات الكهربائية التلقائي الإيراني (AED)، أجهزة التنفس الصناعي المحمولة، الغرسات العظمية والبيولوجية، الأطقم التشخيصية وغيرها من المعدات الحيوية.
رسالة الشركة
الدكتور مهدی پسران، المدير العام لشركة مادزیست، يؤكد قائلاً:
«مهمتنا لا تقتصر على إنتاج منتج واحد أو سد فجوة في السوق المحلية؛ نحن نسعى إلى بناء بنية تحتية تكنولوجية في البلاد تمنع خروج العملة الصعبة، وتوفر قيمة مضافة تصديرية لإيران، وفي الوقت نفسه تنقذ حياة آلاف البشر في الظروف الحرجة.»
القسم الأول: الأهمية العالمية لجهاز الصدمات الكهربائية التلقائي الإيراني
وفقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، يتوفى سنوياً نحو 17 مليون شخص حول العالم بسبب الأمراض القلبية الوعائية. وفي الكثير من الحالات تكون الوفاة المفاجئة نتيجة توقف القلب. وتُظهِر الدراسات الدولية أنه إذا تم توجيه صدمة كهربائية فعّالة للمريض خلال الدقائق الثلاث إلى الخمس الأولى بعد توقف القلب، فإن احتمال نجاته يرتفع بنسبة تصل إلى 70%. هذه الحقيقة تضاعف من أهمية أجهزة الصدمات الكهربائية التلقائية (Automated External Defibrillator – AED).
دول مثل اليابان وألمانيا والولايات المتحدة قامت منذ سنوات بتركيب هذه الأجهزة في الأماكن العامة (المطارات، مراكز التسوق، المدارس، محطات المترو). وقد أثبتت التجربة العالمية أن وجود جهاز الصدمات الكهربائية التلقائي في متناول العامة يرتبط مباشرة بانخفاض الوفيات المفاجئة الناتجة عن النوبات القلبية.
الدكتور پسران، مشيراً إلى هذه التجارب، يقول:
«لماذا لا يتمكن المواطن الإيراني من الوصول إلى جهاز منقذ للحياة بالقدر نفسه الذي يتوفر فيه لسكان طوكيو أو نيويورك؟ نحن بإنتاج جهاز الصدمات الكهربائية التلقائي محلياً نسعى إلى تحقيق هذه العدالة الصحية.»
القسم الثاني: جهاز الصدمات الكهربائية التلقائي الإيراني من مادزیست؛ المزايا والخصائص
تم تصميم جهاز الصدمات الكهربائية التلقائي من مادزیست باستخدام أحدث التقنيات العالمية، وهو يتميز بعدة خصائص فريدة:
-
سهولة الاستخدام والتشغيل التلقائي بنسبة 100%: حيث يقوم الجهاز بفحص إيقاع قلب المريض ولا يوجه الصدمة إلا عند الحاجة، ما يجعله مناسباً حتى لغير المتخصصين.
-
دعم للبالغين والأطفال: من خلال ضبط مستويات الطاقة (من 50 إلى 270 جول) وفق الفئات العمرية المختلفة.
-
إرشادات صوتية وبصرية متعددة اللغات: من بينها اللغة الفارسية، حيث يوجّه المستخدم خطوة بخطوة في عملية الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) وتوجيه الصدمة.
-
تسجيل وتخزين البيانات: مع إمكانية حفظ المعلومات السريرية لعدة ساعات ونقلها إلى المراكز الطبية.
-
أمان كامل: الصدمة لا تُوجَّه إلا عند الضرورة، مما يجعل استخدام الجهاز آمناً للعامة.
هذه المزايا تجعل الجهاز خياراً أساسياً ليس فقط للمراكز الطبية، بل أيضاً للمدارس، المؤسسات الحكومية، المتاجر وحتى سيارات الإسعاف.
القسم الثالث: منتجات أخرى لشركة مادزیست فناور الدولية
رغم أن «جهاز الصدمات الكهربائية التلقائي» هو أبرز منتجات الشركة، إلا أن نشاطها واسع ويشمل:
-
جهاز التنفس الصناعي المحمول LIVe
جهاز خفيف الوزن (1.4 كغ فقط) يُستخدم في حالات الطوارئ والإسعاف وحتى في المنازل. يعمل بتقنية توربوفان دون الحاجة إلى أسطوانة أوكسجين. يتميز ببطارية تدوم خمس ساعات ونظام ذكي لمراقبة الأخطاء. -
الغرسات العظمية (Austofix, IPmedical)
تشمل المسامير داخل النخاع (الفخذ، الساق، الورك) والصفائح العظمية مثل DHS، وجميعها مطابقة للمعايير العالمية وتُستخدم في الجراحات العظمية. هذه المنتجات تقلل اعتماد البلاد على الواردات الباهظة من أوروبا وأمريكا. -
الغرسات البيولوجية
مثل المصفوفة الجلدية الخالية من الخلايا لإعادة بناء الثدي، أو الغرسات الكولاجينية المستخدمة في جراحات الفتق والترميم. -
الأطقم التشخيصية السريعة للأمراض
مثل أطقم الكشف عن الأمراض المعدية ومنها كوفيد-19، والتي كان لها دور أساسي في إدارة الأزمات الوبائية. -
معدات القلب والأوعية
مثل الدعامات الخاصة بتمدد الأوعية (Aneurysm Stents)، بالونات القسطرة التاجية وأدوات إغلاق الأوعية.
القسم الرابع: الآثار الاقتصادية والاجتماعية
دخول شركة مادزیست إلى مجال إنتاج المعدات الطبية المتقدمة كان له آثار متعددة:
-
منع خروج العملة الصعبة: إذ إن استيراد كل جهاز صدمات كهربائية تلقائي يكلف آلاف الدولارات، بينما يوفر الإنتاج المحلي مبالغ كبيرة من النقد الأجنبي.
-
توفير فرص عمل للمتخصصين المحليين: في مجالات الهندسة الطبية، التكنولوجيا الحيوية والبرمجيات.
-
زيادة وصول المرضى للتقنيات: حيث يكون سعر المنتجات المحلية أقل بكثير من مثيلاتها المستوردة، ما يتيح لعدد أكبر من المرضى الاستفادة منها.
-
إمكانات تصديرية: بفضل مطابقة المنتجات للمعايير الدولية، تمتلك الشركة القدرة على دخول الأسواق الإقليمية والعالمية.
القسم الخامس: التوافق مع الاتجاهات العالمية
وفقاً لتقرير Markets and Markets (2023)، من المتوقع أن تتجاوز قيمة السوق العالمية لجهاز الصدمات الكهربائية التلقائي الإيراني 5 مليارات دولار بحلول عام 2030. وتشمل عوامل نمو السوق زيادة الأمراض القلبية، شيخوخة السكان، والحاجة إلى الوصول السريع للمعدات الطارئة.
كما أظهرت أبحاث نُشرت في Journal of the American Heart Association أن الانتشار الواسع لأجهزة AED في الأماكن العامة رفع معدل النجاة بعد توقف القلب من 8% إلى أكثر من 50%.
الدكتور پسران يؤكد قائلاً:
«نحن نسير في خط موازٍ لهذا التوجه العالمي. فإذا كانت الدول المتقدمة قد نجحت في خفض الوفيات المفاجئة إلى النصف بفضل أجهزة الصدمات الكهربائية التلقائية، فلماذا لا تستطيع إيران ذلك؟ إن الإنتاج المحلي لهذا الجهاز فرصة لإنقاذ حياة آلاف الأشخاص سنوياً.»
القسم السادس: مستقبل شركة مادزیست فناور الدولية
تخطط الشركة في السنوات القادمة إلى:
-
زيادة الطاقة الإنتاجية لأجهزة الصدمات الكهربائية التلقائية وأجهزة التنفس الصناعي.
-
دخول أسواق التصدير في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
-
توسيع التعاون البحثي مع الجامعات والمراكز العلمية في أوروبا وآسيا.
-
تطوير جيل جديد من المعدات الطبية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي للتشخيص والعلاج السريع للأمراض.
إن شركة مادزیست فناور الدولية، بإدارة الدكتور مهدی پسران، تمثل نموذجاً لحركة وطنية تكنولوجية في مجال الصحة. منتجها الأبرز، جهاز الصدمات الكهربائية التلقائي الإيراني، ليس مجرد أداة لإنقاذ الأرواح، بل رمز لقدرة إيران العلمية والصناعية. وإلى جانبه، يبرهن تنوع منتجات الشركة من أجهزة تنفس محمولة، غرسات عظمية وبيولوجية، معدات قلبية وأطقم تشخيصية، أنها ليست مجرد مصنع، بل لاعب رئيسي في مستقبل الصحة في البلاد.
كما يؤكد المدير العام:
«إن صحة الناس استثمار لا يمكن قياسه بالعملة الصعبة. واجبنا أن نصنع بفضل المعرفة المحلية والتكنولوجيا الحديثة وجهود الشباب الإيراني منتجات تنقذ الأرواح وترفع اسم إيران في السوق العالمية للمعدات الطبية.»