في عالم اليوم، تُعتبر الصحة والتكنولوجيا ركيزتين أساسيتين لتقدم أي مجتمع، ويلعب قطاع معدات الطب دوراً فريداً لا مثيل له في هذا الصدد. فالتطورات التكنولوجية في هذا المجال لا ترفع جودة حياة المرضى وعلاجهم فحسب، بل تخلق أيضاً فرصاً اقتصادية كبيرة في الأسواق المحلية والعالمية. إلا أن تحقيق هذه التطورات وتحويل الأفكار المبتكرة إلى منتجات قابلة للسوق يعد مساراً معقداً مليئاً بالتحديات، يتطلب دعماً مالياً وفنياً وقانونياً وتسويقياً. كثير من الفرق والشركات الناشئة، رغم امتلاكها للمعرفة التقنية والأفكار اللامعة، تتوقف في منتصف الطريق بسبب محدودية الموارد وغياب هيكل دعم مناسب، ما يحرمها من فرصة الازدهار.
في هذا السياق، تأسس صندوق البحث والتكنولوجيا لمعدات الطب غير الحكومي برئاسة حسين سلماني، المدير التنفيذي للصندوق، كمؤسسة مستقلة ومتخصصة لتكون دعامة ورفيقاً حقيقياً للمبتكرين في هذا القطاع. وقد أكد المدير التنفيذي مراراً وتكراراً أن “الابتكار بدون دعم متخصص محكوم عليه بالفشل، ولهذا يجب أن يكون الصندوق ليس فقط مصدراً للتمويل، بل شريكاً حقيقياً في مسيرة الابتكار.”
منذ تأسيس هذا الصندوق تحت قيادة حسين سلماني، تراكمت خبرة تزيد على عقدين في دعم الشركات والناشئين النشطين في مجال معدات الطب. ويؤمن سلماني بأن “تطوير تقنيات الصحة يتطلب توفير هيكل دعم شامل يلبي احتياجات المبتكرين في جميع المراحل — من الفكرة الأولى إلى التسويق والدخول إلى السوق.”
تم تصميم خدمات صندوق البحث والتكنولوجيا لمعدات الطب غير الحكومي، بإدارة متخصصة من المدير التنفيذي، لتشمل أكثر من مجرد تقديم تسهيلات مالية بأسعار مناسبة، فهي تتضمن الاستثمار في المشاريع المبتكرة برأس مال مخاطرة، إصدار الضمانات المالية، الاستشارات المتخصصة، التدريب الإداري والتسويقي، بناء الشبكات، والوصول إلى الأسواق المحلية والدولية. ويقول المدير التنفيذي: “نحن نتجاوز دور مصدر التمويل فحسب؛ هدفنا هو خلق منظومة تدعم المبتكرين بشكل شامل ومتعدد الأبعاد.”
لقد أحدث هذا النهج الشامل، الذي يقوده المدير التنفيذي، فرقاً جذرياً مقارنة بالأنظمة المالية التقليدية، وساعد الشركات الناشئة على الانتقال من مرحلة الفكرة إلى الإنتاج الضخم وإطلاق المنتج. فعلاً، ووفقاً لتصريحات المدير التنفيذي، “نجاحات صناعة معدات الطب الإيرانية اليوم هي ثمرة دعمنا المستهدف والمستمر.”
نماذج النجاح لهذا النهج تحت إشراف المدير التنفيذي جديرة بالاهتمام. على سبيل المثال، شركة تعمل في مجال إنتاج أجهزة التعقيم المحمولة كانت تستهدف في البداية أسواقاً محلية محدودة، لكنها بفضل الدعم المالي والاستشاري من الصندوق، تمكنت من زيادة قدراتها الإنتاجية، والحصول على شهادات دولية مثل CE، ودخول أسواق آسيا وأفريقيا. يحلل حسين سلماني هذا النجاح قائلاً: “عندما يقف المستثمر والمستشار إلى جانب المبتكر، يصبح طريق التقدم ممهداً وتتاح فرص المنافسة في الأسواق الدولية.”
في مثال آخر، فريق أكاديمي طور جهاز مراقبة غير تدخلي للعلامات الحيوية، وبعد استفادته من التسهيلات والاستشارات المتخصصة تحت إشراف سلماني، تمكن من الوصول إلى الإنتاج الضخم، والمشاركة في معارض دولية، وتوقيع عدة عقود تصدير. يقول المدير التنفيذي عن هذا الإنجاز: “نحن نساعد الفرق المبتكرة على الانتقال من الفكرة إلى السوق، مما يعزز النظام الصحي ويوفر فرص عمل أكثر.”
تشير إحصائيات أداء صندوق البحث والتكنولوجيا لمعدات الطب غير الحكومي، تحت إدارة حسين سلماني، إلى نجاح هذا النهج. فقد تم دعم أكثر من 200 مشروع ابتكاري، وتم تقديم تسهيلات مالية تزيد عن 300 مليار تومان إيراني، ومتوسط معدل السداد أقل من 5%، ونجح 70% من المشاريع في دخول السوق. كما استفادت أكثر من 50 شركة من خدمات التصدير التي يقدمها الصندوق. ويؤكد المدير التنفيذي: “هذه الأرقام تُظهر أن دعمنا لم يكن مؤثراً فحسب، بل مستدام وفعال.”
أحد العوامل الرئيسية لنجاح الصندوق هو الفريق المتخصص الذي، تحت إشراف المدير التنفيذي، يدير عمليات التقييم والدعم والمراقبة بدقة عالية. هذا الفريق، الذي يعي تماماً تحديات واحتياجات المبتكرين، يتبع عملية دعم رباعية المراحل تشمل تقديم الطلب، التقييم الفني والمالي، اتخاذ القرار في لجنة الاستثمار، وتوقيع العقد، ويرافق المتقدمين في كل مرحلة. يقول المدير التنفيذي عن هذه العملية: “الشفافية والدقة في الدعم هما سر نجاحنا، ونؤمن بأن كل مشروع مبتكر يستحق أفضل الظروف للنمو.”
يُعد الحضور الفعال للصندوق في الفعاليات الدولية لمعدات الطب، تحت قيادة المدير التنفيذي، فرصة مميزة لعرض المنتجات الإيرانية في الأسواق العالمية. ينظم الصندوق أجنحة مخصصة في معارض مرموقة ويتعاون مع جامعات ومراكز علمية خارجية، مما يتيح تبادل المعرفة، نقل التكنولوجيا، وتطوير التصدير. يقول سلماني في هذا الصدد: “نسعى لبناء جسر يربط المعرفة والتكنولوجيا بالأسواق العالمية، ونواصل هذا المسار من خلال تعاون واسع.”
للاستفادة من خدمات الصندوق، يمكن للمتقدمين تقديم طلباتهم عبر المنصة الرسمية للصندوق بعد إعداد خطة عمل مفصلة ووثائق فنية. تتم مراجعة الطلبات بشفافية مع توفير الإرشادات اللازمة لضمان حصول كل مشروع على أفضل دعم ممكن. يؤكد حسين سلماني: “الشفافية، التعاون المستمر، والاستعداد للابتكار هي مفاتيح النجاح في هذا المسار.”
رؤية صندوق البحث والتكنولوجيا لمعدات الطب غير الحكومي هي تحويل إيران إلى مركز رئيسي لإنتاج وتصدير معدات الطب القائمة على المعرفة في المنطقة والعالم. ولتحقيق هذا الهدف، سيواصل الصندوق تطوير التعاون الدولي، تعزيز قدرات المبتكرين، وإنشاء بنى تحتية تكنولوجية حديثة. ويؤمن المدير التنفيذي: “نحن نؤمن بمستقبل مشرق وحيوي لصناعة معدات الطب في البلاد، ونكرس كل جهودنا لتحقيق ذلك.”
في النهاية، يمثل صندوق البحث والتكنولوجيا لمعدات الطب غير الحكومي رمز الأمل والدعم الحقيقي للمبتكرين في هذا القطاع. بنظرة تخصصية، وشراكة شاملة، ونهج متكامل، يلعب الصندوق دوراً محورياً كجسر بين الفكرة والسوق، ويساهم بشكل فعال في تحول وتطوير قطاع الصحة في البلاد. يمكن لأي فرد أو فريق يعمل في هذا المجال الاعتماد بثقة على إمكانياته، واتخاذ خطوة كبيرة نحو الابتكار والنمو.